الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
45533 مشاهدة print word pdf
line-top
تحريم النار على من شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَأَنّ مُحَمّدا رَسُولُ اللّهِ

عَنِ الصّنَابِحِيّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ. فَقَالَ: مَهْلاً لِمَ تَبْكِي؟ فَوَالله لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفّعْتُ لأَشْفَعَنّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لأَنْفَعَنّكَ. ثُمّ قَالَ: وَالله مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلاّ حَدّثْتُكُمُوهُ، إِلاّ حَدِيثا وَاحِدا، وَسَوْفَ أُحَدّثُكُمُوهُ الْيَوْمَ، وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي. سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله، وَأَنّ مُحَمّدا رَسُولُ اللّهِ. حَرّمَ الله عَلَيْهِ النّار .


هكذا هذا الصحابي رضي الله عنه كان يحدث بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الحال لما حضره الموت، وأيقن بأنه ميت حدثهم بهذا الحديث الذي فيه بشارة لمن أتى بالشهادتين؛ وأن الله تعالى يدخله الجنة.
قد عرفنا أن المراد بالشهادتين معرفة معناهما والعمل بمقتضاهما، وأنه لا يكفي أن يقولهما بلسانه ويخالفهما بأعماله، بل لا بد أن تتحقق الشروط فيه وهي: أن يعلم المعنى وأن يستيقنه، وأن يخلص العمل لله تعالى، كما في رواية: من قال: لا إله إلا الله مخلصا أو خالصا من قلبه أو ما أشبه ذلك؛ فهذا هو الذي تنفعه الشهادتان.

line-bottom